البيتُ الدّاخلي السوري ، بين ” الأساس ” و ” الأثاث
فولاذياً صلباً… ولكنها أثبتت، أيضاً – لقد أثبتت سورية، أنّ بيتها الداخلي، يمتلك
( أساساً ) متيناً، وبنياناً
أثبتت، أيضاً، أنّ ( أثاث ) البيت الداخلي، لم يكن بالدرجة المطلوبة من الجودة، التي تتناسب مع جودة
( الأساس ) وأنّ الكثير من محتويات البيت الداخلي السوري، التي كانت برّاقة ولمّاعة، ثبت أنّها متعفّنة
ومتفسّخة، بل ومسمومة، سرعان ما تهاوت، أو تردّدت، أو ” نأت بنفسها!! ” عن الالتزام بموجبات
الحد الأدنى من الواجب الوطني – وهذا لا يعني مطلقاً، عدم وجود عشرات آلاف، لا بل مئات آلاف الأبطال
والنسور والنمور والآساد السوريين، الذين رفعوا رأس سورية عالياً، وفي الطليعة منهم، أبطال الجيش العربي السوري…. ولو كان ( أثاث ) البيت الداخلي السوري، بمستوى ( الأساس ) لوفّرت سورية على نفسها، قسماً
كبيراً من الخسائر، التي تكبّدتها في حربها الدفاعية المقدسة، ضد الهجمة الاستعمارية
الجديدة ( الصهيو-أميركية ) عليها. وهناك أمران، لا بدّ من إدراكهما، وهما :
1- إنّ ما حدث في سورية، كان نتيجة قرار دولي، وأنّ هذه الحرب لن تتوقف على
سورية، إلاّ بقرار دولي ( وحصراً: أميركي )، وأنّ هذه الحرب، كانت ستحصل، مهما
كانت متانة وصلابة ومناعة وحصانة البيت الداخلي السوري، ولكن الخسائر،
ستكون حينئذ، أقل مما حدث… وصَمَدَت سورية، أولاً وثانياً وثالثاً، بتضحيات
شعبها، وببطولات أبناء جيشها، وبحنكة وصلابة قائدها ( الأسد )، ولولا ذلك،
لسقطت سورية، ولتصوملت، حتى لو وقف معها، أضعاف مَن وقفوا معها.
2- إنّ سورية الجديدة المتجددة – وبعد أن تستكمل إجهاض الحرب الصهيو أمريكية
وأذنابها، عبر صمودها الأسطوري – سوف تستخلص عشراتالدروس
المستفادة من هذه الحرب، في بناء وتحصين الدولة الوطنية السورية
الجديدة المتجددة، والتي ستكون قطب الرحى، ليس في الشرق العربي فقط، ولا في الوطن العربي فقط , بل في العالم الجديد القادم
اللواء: بهجت سليمان
.
.
تنويه:
كَتَبَ ” هذا المقال ” في الشهر الأخير من عام ” 2012 “
ونشر أيظا في أوقات الشام في 08.06.2015
.
.
.
.
اترك رداً