فـلـسفـة وفـزلـكـة
في هذه الصفحة احببت أن أضع بين ايديكم بعض الفلسفة والفزلكة .. أي أتفلسف واتفزلك عليكم مثلي مثل غيري من المتفزلكين الذين يتفزلكون ويتفلسفون علينا والذين نراهم على مدار 24 ساعة على شاشات قناة الجزيرة والعربية ومن سار على دربهم …. طبعا الفلسفة تبقى فلسفة … والفزلكة تبقى فزلكة ولكل فيلسوف مواقف فلسفية ولكل متفزلك مواقف واراء فزلكية
الأخلاق والقيم :
عندما تكون القيم والمبادئ هو ما يباع ويشترى حينما تصبح الأخلاق سلعة فى سوق النخاسة
وعندما يتدخل الدين فى شئون الساسة فإنه يتحول من طهارة إلى نجاسة
من نقاء صافى متلألأ يرجع من قيم السماء إلى رجس خسيس أرضى من مصالح الشيطان
حينما يتحول الإنسان بوجهه من عالم المثل ويتزحزح.. إلى عالم المصالح .. وتصبح القيمة المادية بديلا عن القيمة المعنوية ويختلط الحابل بالنابل فيخضع البشر لسلطة المتسلطين أصحاب المصالح والمنافع ولكل صاحب مصلحة هوى فقد تصبح المحبة الظاهرة ستارا بريئا لتهمة الخيانة حينما يكون الإنسان ظاهرا غير ما يبطن فإنه يتحول من إنسان .. إلى حيوان بل .. أدنى من الحيوان مرتبة لأنه يشتهى والحيوان لا يشتهى
كل صاحب ثورة انقلب هو على ثورته قتلا وسحلا وسجنا ليكون هو السلطة بل ليكون هو الله الذى يحكم هذه الأرض وفى التاريخ آلاف الأمثلة على ذالك مما يبرهن
على أنه فى الأساس لم تكن إلا ثورة حرامية استغلوا بئس الناس وركبوهم بإسم الدين أو العدل أو الحق لكى ينفذوا ما يريدون من قتل وسفك للدم من أجل السلطة والمال
الدهماء هم وقود الثورات على مر التاريخ ويصنعوا المجد لمن يركبهم ويتسلط عليهم .
الدهماء هم من يقدمون النقل على العقل والباطل على الحق والخسة والنذالة على الكرم والشجاعة .
وفى الختام فإن من يصنع آلام الناس هم الحكومات ومن يتاجر بإسم الدين وبإسم الحق والعدل هم المعارضة المارقة المتزلفة والتى تحاول أن تصل إلى كرسى الحكم بأي طريقة لكى تصنع آلام الناس هى الأخرى بشكل جديد
فالجماهير تُقدّم على أنّها غوغاء. والغوغاء قطيع. « والقطيع يركض إلى الهاوية دون شعور..» ، بتعبير المفكّر اللبناني علي حرب
ومن السهل جدا السيطرة على مجاميع الدهماء وإرسالهم إلى التهلكة عن طريق مخاطبة أفئدتهم واللعب على وتر العاطفة والمعتقد لديهم
.
.
موقف معبر :
يسر النفس العربية استهلال مسؤول عربي كمندوب سوريا في الأمم المتحدة أمام المحافل العالمية كلمته بقصيدة شعرية حتى ولو ببيت واحد منها
“دمشق يا كنز احلامي ومروحتي / أشكو العروبة ام اشكو لك العربا”
ولو إني أفضل أن يكسر وزن البيت ويقول
“دمشق يا كنز احلامي ومروحتي / أشكو لكي العروبة ام اشكو لك الأعرابا”
وهي للشاعر السوري الكبير نزار قباني بعنوان “من مفكرة عاشق دمشقي”
مطلعها: فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا، فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا.
ومن أهم ابيات القصيدة: أدمت سياط حزيران ظهورهم، فأدمنوها وباسوا كف من ضربا / سقوا فلسطين احلاما ملونة، واطعموها سخيف القول والخطبا.
هذه هي القصيدة التي ذكرها الدكتور الجعفري في افتتاحيته امام مجلس الامن الدولي ………. للراحل نزار قباني
تحمل في طياتها كتبا من العتب والتقريع– عل بعض حمقى الاعراب .. ولكنهم للأسف لم ولن يفقهون حرفا مما يقوله السوريون العروبيون ………..
ويقال إنه عندما ذكر مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة مصطلح ( الأليغاروشية ) في خطابه همس مندوب قطر بأذن رئيس الجامعة العربية الذي يجلس بجانبه عن معنى الأليغاروشيه فرد عليه : قائلا والله مابعرف ولا مر علي من قبل بس راح نسأل الشباب عن المعنى .
.
.
ثوراتنا .. وثوراتهم :
وكي لا أسلّم بالأشياء فقط لأن الجمهور يريد ذلك ولأن بوصلة الشارع لاتخطئ حسب مايزعمون .. وبما انني لاأحب السير مع القطيع الذي تقوده الذئاب ..بل وتسير بينه الذئاب .. ولاأحب الثورات التي لاتعرف نكهة الفلسفة ولا نعمة الفكر… لأن هذا برأيي ذروة الكفر..
اذا كنت لاتؤيد منطق العرعور الطائفي .. فلماذا لاتدينه علنا وتطلب لفظه من المجلس الوطني ؟
وكيف لرجل مزواج مطلاق كل صوره السعيدة مع الزعماء العرب وهم يستقبلونه بحفاوة ويبارك حكمهم (وهو القرضاوي) أن يكون ملهم الثوار ولينينهم ؟
.
.
بل وفي غياب العامل المنطقي لانستغرب أن وصل الأمر ببعض المهرجين الناطقين باسم الثورة أن يستبدلوا
السيد حسن نصر الله باسرائيل ..ويصل الامر أن علم اسرائيل يرفع في حمص؟!
ويتسلل متحدث ثورجي من الدهماء لجعل تدخّل اسرائيل لحماية الشعب السوري في حمص مقبولا .. !!
فقر المنطق هنا : أبقاه جلدا على عظم ..فالتخلص من نظام بمفهوم ثورجية هذا الزمان ووفق فلاسفة الثورة .. المصنفين بدرجة سياحية خمس نجوم ..
يبرر دمار وتخريب وبيع وطنهم وتشريد شعبهم
الديكتاتوريات التي ترحل لايؤسف عليها لكن مايؤسف عليه هو أن هذه الثورات تشبه فارسا مقطوع الرأس .. انه فارس مخيف بلا ملامح ..وبلا حياة .. جثة تتنقل من بلد الى بلد على متن راحلة قطرية فيما هي تتعفن وتنشر الوباء والطاعون النفسي والأخلاقي ..والذباب والدود والموت والاستعمار الجديد .. ولذلك لن نقول
“فهاتوا برهانكم ان كنتم صادقين” …….. بل خذوا “برهانكم” …… وثورتكم ان كنتم صادقين مع أنفسكم .. وارحلوا .. عنا وعن وطننا .
.
.
الـمـوقـف المبدئي :
يجب أن نميز جيدا بين من يتمسك بأفكاره رغم كل الصعاب والتحديات وبين من يخلعها عندما تشتد عليه الريح ويميل مع الريح أين ماتميل
الفيلسوف الألماني نيتشه يقول : الحية التى لاتغير جلدها تهلك , وكذلك البشرالذين لايغيرون افكارهم يهلكون
ويقول الفيلسوف البريي برتراند راسل : ” أنا لست مستعدا أن اموت من اجل افكاري .. لأنها قد تتغير حسب المعطيات والحقائق “
ويقول المفكر الراقي علي الوردي : الأفكار كالأسلحة تتبدل بتبدل الأيام , والذي يريد أن يبقى على ارائه العتيقة هو كمن يريد أن يحارب المدفع الرشاش بسلاح عنترة بن شداد
إذا الخلاصة : هي إنه لاعيب في أن يتراجع الشخص عن بعض أفكاره وآرائه .. عن قناعة شخصية ومعطيات فكرية جديدة وحقائق تثبت .. له إنه كان على خطأ .. شريطة ان لايكون هذا التراجع تحت ضغط وتهديد ( من جهات فكرية او سياسية او دينية أو امنية إجتماعية اخرى .
والتراجع والمراجعة الفكرية عن قناعة .. ونتيجة لفكر جديد وحقائق جديدة وتصور جديد , عمل محمود ومشروع وخطوة مباركة .. ويجب على الأنسان ان لاتأخذه العزة بالأثم ويتجاهل الحقائق ويستمر على مواقف خاطئة .
.
.
.
رجل وحبة قمح ودجاجة :
كان هناك شاب عنده إختلاف بسيط عن غيره من الشباب , ويتمثل هذا الاختلاف في مشكلة بسيطة يعاني منها ( فهو يظن إنه حبة قمح )
نعم لاتندهش اخي القارئ او تسخر منه او من هذه السطور
واما الشرح لحجم المأساة التى يعيشها هذا الشاب فهو كالتالي
فبناء على نظرت هذا الشاب الغريبة لذاته , على إنه حبة قمح مهملة , بات يخشى ان تقترب منه دجاجة وتأكله بأعتباره طعامها المفضل , واصبح يتملكه الهلع لإذا رأى دجاجة عن بعد , وغالبا ماكان يطلق ساقيه للريح ويهرب في الأتجاه المضاد لوجودها .
وبعد ان وضحت مشكلته وتفاقمت , احتار الأهل والأصحاب في حالته , وبعد نقاش وتشاور قرروا عرضه على طبيب نفسي لعله ينجح في تغيير نظرته الدونية لنفسه
وفي اول جلسة للشاب مع الطبيب جلس الأهل والأصدقاء , والداسون انوفهم في كل ما لا يعنيهم خارج حجرة الطبيب في انتظار النتيجة , وبالفعل جاءت الرياح بما تشتهي السفن , ونجح الطبيب المتخصص في علاجه .
وبعد خروجه من عيادة الطبيب سأله اهله عن كينونته , فاعلن ذلك الشاب بأنه انسان وليس حبة قمح , ففرح اهله اشد الفرح وقدموا للطبيب الشكر والعرفان , واصطحبوا ولدهم وغادروا العيادة وبمجرد نزولهم الى الشارع حدثت المفاجأة الصادمة , ووقعت الفاجعة اللاطمة .
فبمجرد أن لمح الرجل دجاجة تمشي وفي تبختر على حافة سطح البيت المقابل للعيادة , صرخ في هلع سمعه القاصي والداني , وركض بأقصى طاقته وكأنه بطل في سباقات العدو الأولمبية واسرع من ( سعيد عويطه )
وبعد ثواني من وقوف اهله وهم مذهولون , انطلقوا خلفه وبعد جهد جهيد فشلوا في اللحاق به وبعد أن يئسوا عادوا لمنزله ليجدوه قد دس نفسه تحت البطانية وهو يرتعش رعبا فسالوه مستنكرين :
هل فشل الطبيب في علاجك وإقناعك بأنك .. إنسان ولست مجرد حبة قمح ؟ !
فأجابهم معترضا بالتأكيد لا .. أبدا
فعادوا لسؤاله : إذا لماذا هربت عند رؤيتك للدجاجة ؟!
فأجابهم في تلقائية وبساطة : لقد اقنعني الطبيب بأنني إنسان , ولكن من يقنع الدجاج بأني لست حبة قمح .
تستطيع ان تفهم هذه القصة بالطريقة التى تعجبك وتستطيع إسقاطها على واقعنا الحالي .
فهل أنت قادر على مواجهة الدجاج ام إنك ستهرب وتجري عندما ترى أحدها في المستقبل لأنك لاتزال تشعر بأنك حبة قمح ؟
.
.
.
.